تفرض الطبيعة المناخية والموقع الجغرافي للسلطنة الاعتماد على المياه الجوفية ومياه الأمطار في سد احتياجات القطاعات المختلفة من المياه . ونظراً لقلة الأمطار حيث تقع السلطنة في حزام المناطق الجافة فانه كان ضرورياً اللجوء إلى عمليات تحلية المياه من ناحية والسعي إلى اكتشاف المزيد من المخزونات الجوفية للمياه في مناطق السلطنة المختلفة من ناحية ثانية مع العمل بكل السبل من أجل ترشيد استهلاك المياه . وفي هذا المجال أكد جلالة السلطان المعظم ( انه في فترة من الفترات في السنوات الماضية كان هناك إسراف كبير في مسالة المياه .. الحمد لله هناك مخزونات مياه كما تعلمون اكتشفت في مناطق عدة من عمان منها المخزون المائي في المنطقة الشرقية وفي منطقة الظاهرة وفي النجد بمحافظة ظفار لكن علينا ان نحسن استغلال هذه الثروة المائية ) .
وعلى أية حال فان الحكومة تستخدم العديد من البدائل للحد من العجز المائي السنوي ولتقليل ظاهرة التملح التي حدثت بسبب الاستخدام الجائر للمياه الجوفية في بعض المناطق مع العمل على استكمال قاعدة بيانات متكاملة حول مصادر المياه في السلطنة لتكون أحد مرتكزات التعامل مع هذه المسألة بشكل علمي .
موقع موارد المياه في الشبكة العالمية
http://www.mrmewr.gov.om/الافـلاج والابـار والسـدود :
بالرغم من صعوبة التضاريس واتساع مساحة السلطنة ، إلا ان الأفلاج العمانية تقدم ومنذ أقدم العصور شبكة متكاملة للري ونقل المياه من قمم الجبال وبطون الوديان إلى مسافات طويلة ليستخدمها العمانيون في الري وفي مختلف الاستخدامات الأخرى بشكل دائم وعلى مدار العام وذلك اعتماداً على الجاذبية الأرضية وعلى مستوى منسوب المياه الجوفية وكميات الأمطار ومعدلات الاستهلاك بالطبع وهو ما يؤثر على نوعية المياه وقوة تدفقها .
وبينما تتنوع الافلاج العمانية عمقاً واتساعاً ونوعية مياه وفترات تدفق أيضاً ، وضع العمانيون ومنذ قرون عديدة قواعد ثابتة ومنظمة لكيفية استغلال مياه الافلاج وعدالة الانتفاع بمياهها بين السكان وهي قواعد لا تزال تلقى الاحترام ويتم الالتزام بها بالرغم من أنها قواعد عريقة ولكنها ترسخت بمرور الزمن .
ويوجد بالسلطنة 4112 فلجا منها3017 فلجا حيا ، وتنفيذ 54 مشروعا لصيانة الأفلاج في عام 2004ً، و 58 مشروعا لحفر آبار مساعدة الأفلاج في مختلف المناطق.
من جانب آخر أصدرت المديرية العامة لشؤون موارد المياه والدوائر التابعة لها تراخيص متنوعة ، منها ما يتعلق حفر آبار جديدة أو تعميق أو استبدال آبار قائمة أو تركيب مضخات عليها أو صيانتها بالإضافة إلى دراسة الأوضاع المائية في عدد من مناطق السلطنة بالتعاون مع جهات متخصصة ودراسة جدوى مشروع المطر الصناعي في السلطنة .
العيون المائية
تتفاوت أهمية عيون الماء (الينابيع) كأحد مصادر الثروة المائية الأساسية في السلطنة حسب نوعية مياهها متأثرة كغيرها من مصادر المياه بكميات الأمطار التي تهطل على البلاد.. فهي تتراوح بين الحارة والباردة وبين العذبة الصالحة للشرب والضاربة الملوحة والقلوية المخلوطة بمياه الأودية التي تصلح للزراعة. وهناك نوع آخر من العيون التي تحتوي على نسب متفاوتة من الأملاح المعدنية تصلح للتداوي والإستشفاء.
وتكمن أهمية العيون في السلطنة في كميات المياه التي تتدفق منها يومياً، حيث يبلغ متوسط كميات المياه المتدفقة من العيون الحارة حوالي (8) ملايين جالون في اليوم، ومتوسط كميات المياه المتدفقة في العيون الباردة حوالي (15) مليون جالون يوميا.
وتنتشر العيون المائية على اختلاف أنواعها في مناطق متفرقة بالسلطنة، ينبع أغلبها من المناطق الجبلية، وتختلف من حيث وفرة مياهها ودرجة حرارتها وجودتها... ومن أشهرها (عين الكسفة) بولاية الرستاق، التي تميزت منذ القرون الماضية بإستراتيجية موقعها وبجودة مياهها الحارة، و(عين الثوّارة) بولاية نخل التي تنفرد بموقعها الطبيعي الجميل وبجودة مياهها الحارة، و(عين رزات) في ولاية صلالة. لمزيد من المعلومات عن العيون اضغط هنا...
أحـواض الميـاه الجـوفـيـة :
تمثل أحواض المياه الجوفية التي تم اكتشافها حتى الآن ، وهي أحواض المسرات ورمال الشرقية ، ونجد ، ووداي روبن ، والباطنة واحدة من أهم مصادر المياه في السلطنة وقد تم في مايو 2003 افتتاح المرحلة الأولى من مشروع حوض المسرات الذي يوفر الاحتياجات المائية من مياه الشرب الصالحة لحوالي 115 ألف نسمة في ولايات عبري وضنك وينقل تستفيد من مياهه ولايات عبري وضنك وينقل بمنطقة الظاهرة ، كما بدأ العمل في ابريل 2004 في توصيل انابيب شبكات المياه إلى المنازل في الولايات الثلاث. وفي 7/4/2004 تم افتتاح مشروع امدادات مياه حوض رمال الشرقية الذي يستفيد منه نحو 79 ألف نسمة في ولايات جهلان بني بوعلي وجعلان بني بو حسن ونيابة الأشخرة وولاية الكامل والوافي وذلك عبر خطين رئيسيين بطول حوالي 155 كليومتر وبأقطار تتراوح بين 200 ملم و800 ملم بالإضافة إلى التجهيزات الأخرى من آبار ومضخات وأبار مراقبة وخزانات ارضية وابراج مياه علوية و11 محطة لتزويد ناقلات المياه ونظام للتحكم الآلى لحقول الآبار ومختبر لفحص المياه ، وقد تم الانتهاء من شبكة توزيع المياه للمنازل بطول يتجاوز 500 كليومترفي الكامل والوافي وفلج المشايخ وجعلان بني بو حسن ويجري استكمال الشبكة في جعلان بني بو علي ونيابة الأشخرة. جدير بالذكر انه تجرى دراسة احواض المياه الجوفية في النجد ووادي رونب تمهيداً لاستغلالها في ضوء دراسة الجدوى وتحليلات المياه والخطة المحددة في هذا المجال . وفي حين تبذل جهود عديدة لاكتشاف مزيد من مخزونات المياه الجوفية فانه يتم انشاء محطات مراقبة مائية لقياس معدلات هطول الأمطار وتدفقات المياه في الاودية ومناسيب المياه الجوفية وقد تم تركيب 18 محطة تعمل بنظام المراقبة عن بعد بالاضافة إلى 220 محطة آلية و86 محطة يدوية حيث يتم تطوير هذه المحطات بشطل متواصل وباحدث التقنيات لزيادة كفاءتها. وتنتشر محطات المراقبة المائية في مختلف وباحدث التقنيات لزيادة كفاءتها. وتنتشر محطات المراقبة المائية في مختلف مناطق السلطنة ويوجد بعضها في المناطق الوعرة وفي الجبال لتوفير بيانات متكاملة. استخـدام الطاقـة المتجـددة :
تتمتع السلطنة بجو صحو مشمس على مدار العام ورياح موسمية يمكن استخدامها كمصدر لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل بعض المشروعات ، خاصة وان الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تتميز بأنها طاقة متجددة من ناحية وغير ضارة بالبيئة من ناحية أخرى.
وبالفعل تم استخدام الطاقة الشمسية في محطة تحلية المياه في ( هيلة الراكة ) بولاية ثمريت ، واستخدمت طاقة الرياح لتشغيل مضخة المياه الخاصة بها ، كما تم استخدام الطاقة الشمسية في مشروعات للإنارة خاصة في المناطق النائية خاصة في شمال الباطنة ، وكذلك في تشغيل محطات تقوية البث الإذاعي والتلفزيوني المنتشرة في مواقع عديدة بعضها مناطق وعرة بالإضافه إلى استخدامها في تشغيل عدادات مواقف السيارات ، وهي نماذج ناجحة يتم التوسيع في تطبيقاتها تدريجياً .