..
خطة طوارئ لتحصين صلالة من فيروس التغيرات المناخية...ورئيس بلدية ظفار ينفي علمه بوجود حالات اضطر أصحابها للمبيت في العراء أو داخل سياراتهم
كشف الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار عن وجود خطة طوارئ شاملة لحماية مدينة صلالة الساحلية من أية تغيرات مناخية متوقعة، مشيرا الى أنها جاءت بأوامر مباشرة من السلطان قابوس، وأن تكلفتها المبدئية المقررة تصل الى 34 مليون ريال عماني، وأنها تتضمن انشاء سد حماية يستوعب مائة مليون متر مكعب من المياه، وقنوات لتصريف مياه الامطار والفيضانات حال حدوثها.
وفي حديث خاص ل “الخليج” توقع الشنفري أن يتم انشاء المطار الدولي في صلالة بحلول عام 2012م، مؤكدا أن وجه المدينة الواقعة على بحر العرب سيشهد تغيرا كليا خلال السنوات الخمس القادمة عقب اكتمال المشروعات السياحية العملاقة التي تجري أعمالها الانشائية حاليا، وكذلك اكتمال البنية الاساسية.
ودعا الشنفري السائحين القادمين الى ظفار الى تأمين المسكن قبل الوصول حتى لايواجهون مأزقا بفعل الاختناقات الحادثة نتيجة الاقبال المتزايد على مهرجان صلالة السياحي حاليا، نافيا علمه بوجود حالات اضطر أصحابها للمبيت في العراء أو داخل سياراتهم، ومؤكدا بأن مثل هذه “الاختناقات” سوف تتراجع في الدورة القادمة من المهرجان عقب اكتمال العديد من المشروعات الاسكانية الجاري تنفيذها حاليا، الا أنه شدد على أن ارتفاع الاسعار هو ظاهرة عالمية.. وقال إن العمانيين يدفعون أكثر من مائتي ريال للغرفة الواحدة حين يزورون بعض الدول الخليجية الشقيقة..”فمن يزد السكن الفاخر فعليه ان يدفع ثمنه”؟
وتاليا نص الحوار الذي أجرته “الخليج” في صلالة مع رئيس بلدية ظفار.
لماذا تغير اسم المهرجان من “الخريف” إلى صلالة السياحي؟
رأينا أن هذا الاسم أكثر شمولاً حيث من الممكن إقامة فعاليات متنوعة على مدار العام، يتيح المجال لتنظيم فعاليات في غير موسم الخريف.. وبالتالي كانت هذه التسمية التي تم رفعها إلى الجهات المعنية واعتمدت.
تريدون القول إن ظفار ليست خريفا فقط؟
نعم بالضبط..هذا هو القصد.
لكن هناك تفسيراً آخر يذهب إلى القول إن “التغيرات المناخية” قد تؤثر سلبا في “الخريف” بمعنى أن هناك مخاوف من أن لا يأتي يوماً ما؟
لا.. لا.. الخريف سيستمر إن شاء الله.. وما يميز محافظة ظفار هو خريفها، كم أن لدينا الطبيعة والبيئة اللتين تسمحان بوجود “سياحة رملية” في منطقة النجد من خلال تنظيم مخيمات وسباقات “الراليات” على الكثبان الرملية في الصحراء.
كما أن سلطنة عمان معروفة بتنوع تضاريسها وتباين طقسها من منطقة إلى أخرى.
ولكن هل بدأتم بالفعل في تنظيم فعاليات مغايرة لتلك التي يشهدها موسم الخريف، بما يجعل السياحة هنا على مدار العام؟
نعم.. وسيتم تنظيم هذه الفعاليات بحيث لا تقتصر السياحة على موسم الخريف فقط.
من الملاحظ محدودية الحركة العمرانية.. خاصة فيما يتعلق بالأماكن الإيوائية.. وربما هذا ما يؤدي إلى بروز بعض الاختناقات بشأن السكن للزوار القادمين؟
في الحقيقة أن الحكومة أعطت امتيازا لعدة شركات استثمارية.. فهناك شركة واحدة تبني حوالي 5 فنادق بالإضافة إلى عدد من الفيلات الفاخرة وعدد من الشقق الفاخرة.. ونتوقع أن ينتهي جزء كبير منها خلال الأعوام 2010 و2011 و2012 القادمة.
كذلك هناك امتياز لشركة عمانية محلية لبناء ثلاثة فنادق ما بين السبع والخمس نجوم، بالإضافة إلى وجود امتياز لشركة كويتية لبناء مجمع تجاري تحت التشييد حالياً، كما يوجد مشروع استثماري لأحد رجال الأعمال الخليجيين لإنشاء مجمع تجاري ضخم، وهذه المشروعات جميعها يؤمل أن ترى النور في وقت قريب، ونتوقع أن تمثل إضافة جيدة للمحافظة، كما أن هناك أراضي يمتلكها القطاع الخاص، والتي هي في طور التشييد والبناء.
هل تتوقع أن يتغير وجه صلالة خلال السنوات الخمس القادمة؟
نعم سيتغير تغيرا كلياً.
وماذا عن مطار صلالة؟
ايضا خلال هذه الفترة “السنوات الخمس القادمة” سيكون المطار جاهزاً، فمناقصته من المقرر طرحها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.
ألا توجد نوايا لإنشاء مطار جديد؟
تقريباً نفس المطار، ولكن سيكون قريباً من المطار الحالي، سيكون مدخله من الجهة الشمالية من الطريق الدائري، حيث تعمل البلدية حاليا لإنهاء الطريق الدائري المزدوج.
وهل هناك إمكانية لتحويله إلى مطار دولي؟
نعم.. بعد انتهاء البناء والتوسعات سيكون مطاراً دولياً.
ومتى سينتهي؟
من المتوقع في عام 2012.
هناك أحاديث عن ارتفاع اسعار السكن لزائري المهرجان هذا العام، حتى قيل إن الشقة لليلة واحدة وصلت إلى 150 ريالاً عمانياً.. فما مدى دقة هذه الأقاويل؟
أذواق الناس وإمكانياتها المالية تختلف.. فيمكنك الحصول على سكن بعشرين ريالاً، ويمكن بمائة وخمسين ريالاً.. ويبقى الاختيار للشخص نفسه، وهذا عرض وطلب.. ومن لا يستطع السكن بمائة وخمسين يمكنه الحصول على سكن بعشرين أو ما دون ذلك.
نحن نذهب إلى بعض دول الخليج وندفع ما يعادل مائتي ريال عماني في اليوم الواحد.. وأحيانا أكثر.. وهذا بالنسبة للغرفة العادية.. ولذلك فالمسألة تتعلق بالأذواق والقدرات المالية.
والحقيقة ان ما أسمعه بأمانة هو وجود بعض المغالاة، فالمساكن ارتفعت لأن مواد البناء ارتفعت أيضا، وكذلك الكثير من الخدمات.. وهو ارتفاع مبرر، ففي كل دول الخليج ودول العالم جمعاء هناك ارتفاع واضح، لكن يبقى الخيار للسائح أو الزائر نفسه.
تحدثت عن المشروعات الضخمة القادمة.. من فيللات إلى فنادق سبع وخمس نجوم وشقق فاخرة.. لكن.. لمن هذه المشروعات.. من المستهدف؟ وهل يمكن للمواطن العادي أن يتعامل معها أو يستخدمها؟
الكثير من الشقق والفيلات بيعت قبل إنشائها.. بيعت بالكامل.. وهي الآن يعاد بيعها في السوق السوداء.. تباع اكثر من مرة فيما بين المستثمرين.. وهذا السكن له أهله.
وهل تعتقد بأن هذه ظاهرة إيجابية.. خاصة وأن تداولها في السوق السوداء من شأنه أن يخلق مزيدا من الارتفاع في الأسعار الذي قد يطال أسعار المواد الأخرى؟
نحن تعلمنا بأن هناك عرضاً وطلباً.. والذين حققوا مكاسب وفيرة في دول الخليج، بدأت هذه المكاسب تمتد إلينا الآن.. ولكن ما في شك بأن الحكومة تراقب هذا الموضوع، وسوف تتدخل إذا شعرت بوجود خلل ما، ولكن تبقى المسألة عرضاً وطلباً، فنحن نتبنى النهج الاقتصادي المبني على أساس السوق المفتوح والاقتصاد الحر.
في المدينة الزرقاء بمسقط حدث نفس التداول والذي اصبح الآن في السوق السوداء أيضا؟
نعم.. نعم.. هذا صحيح.