من المعلوم ان للغة دور كبير في إنماء الشعور القومي وتعميقه، فاللغة هي الوعاء الذي يحتضن فكر الأمة وينميها وبها يستطيع أبناء الأمة الواحدة التعبير عن آلامهم وآمالهم المشتركة عبر التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل،
وعن طريقها يستطيعون التفاهم فيما بينهم،وهي الحافظة لتراث الأمة عبر الأجيال،وبواسطتها تستطيع الأجيال المتتالية من قراءة أفكار وتراث آبائها وأجدادها، ومن هذه البديهيات نرى إننا نستطيع ان نعتبر اللغة ركناً من أركان القومية،وقد تكاثرت في الآونة الأخيرة التفسيرات واختلفت الآراء حول ماهية اللغة ركناً أساسيا من أركان القومية، وقد تكاثرت في الآونة الأخيرة التفسيرات واختلفت الآراء حول ماهية اللغة التي يتكلم بها الشعب الذي ينتمي الى حضارة بيث نهرين (الأشورية البابلية) فبعضهم بدأ يلجا الى كتابة اللهجات العامية واعتبارها اللغة الحقيقية وبعضهم الآخر ينفي هذا الأمر وينطلق من مفاهيم عاطفية أو دينية ليؤكد عدم صحة هذه الآراء،
لذا سنقوم الآن بتقديم دراسة موجزة عن الكتابة المسماريه احدى اللغات القديمه من حضارة بلاد الرافدين وقد كانت هذه اللغة مكتوبة على الحجارة في الغالب وبأحرف تشبه المسمار في البدء ولذا عرفت بالمسمارية، إلا ان لهجة النطق كانت واحدة بين كافة القبائل الساكنة في بيث نهرين ،وان كان هناك اختلاف في بعض اللهجات سواء كانت القبائل آرامية أم آشورية أم بابلية،حيث نرى ان بعض المؤرخين الأجانب يدعون كل لهجة من هذه لغة مستقلة يضعون لها خصائص معينة، وقد استمرت الكتابة المسمارية فترات زمنية مختلفة وتطورت خلال هذه الفترات الزمنية هي أيضا "وان هذه الكتابة لم تكتب في عصر أو حقبة واحدة أو حقبتين، ولكن في أحقاب كثيرة متتابعة من القرن العشرين الى القرن الخامس قبل المسيح،وان الكتابة المسمارية لها ثلاثة أقلام:
1- قلم يسمونه الديني أو المقدس
2- والعتيق
-3- المٌحدث. وان هذه اللغة التي زعم الإفرنج انهم فكوا ختمها وقروها وسموها آثورية ".
بحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين المعاصرتين العربية والعبرية.
وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين واللغة الفارسية القديمة، واستعملت إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
وتم فك رموز الخط المسماري في العصر الحديث أي القرن التاسع عشر وبذلك تسنى لعلماء العصر قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس.
ان (الكتابة المسمارية) الصورية هي الخاصية الجامعة لتاريخ العراق القديم منذ الالف الرابع قبل الميلاد حتى السقوط الاخير لبابل في القرن السادس قبل الميلاد. بعدها بدأت تنتهي تلك المرحلة مع بدء انتشار لغة شبه جديدة هي اللغة الآرامية سليلة الاكدية السابقة مع تأثير كنعاني شامي واضح