لخيال حر طليق لا يعترف بالقيود ولا يعرف حدود المكان والزمان ,, لا يحدده واقع ملموس ولا يربطه تسلسل منطقي مرتب
أنه عالم قائم بذاته ,, قد يكون مرآة للحياة الواقعية وصدى لأحداثها وقد يكون مبتكراً من أساسه بعيداً كل البعد عن تلك الأحداث اليومية العابرة التي تمر ونمر بها
أنه عالم انطلاق للروح التي تكبلها قيود تلك الأعصاب المرهفة التي تشد كياننا كبشر
ففي أفق الخيال الرحب لا نضيق بحدود أجسامنا .. بل نرتفع فوق أنفسنا .. ولا نضيق بواقع محتم علينا أن نعيشه
فهناك نخلق عالماً قد يتردد في عقولنا بمنطق التفكير الهادئ كمستحيل ولكن الخيال يجعله معقولاً ..
ولكن.. أيعني هذا أن عالم الخيال وعالم الواقع منفصلان أو مختلفان يعكس كل منهما صورا متغايرة أو ظلالا متناقضة للحياة؟؟
كلا .. بل أن أحدهما يكمل الآخر .. فلولا الأسود المقبض ما لمسنا بهجة الأبيض الناصع .. ولولا دقائق الغضب ما استمتعنا بالبسمة الهانئة
" إنهما وحدة متكاملة للحياة وإن كان لكل كيان منفصل يدور داخل تلك الوحدة"
إن جفاف الحياة اليومية والصراع في سبيل البقاء هما اللذان يخلقان الشعر والشعراء ومنهم يلوذ ببرجه العاجي محاولاً أن يلوح للناس بعالم يخلو من ذاك الجفاف وذاك الصراع
محاولاً أن يهبهم عالماً صافياً من الأحقاد والضغائن حيث ينسون ما في الحياة من قبح ويتغاضون عما فيها من حرمان مبعداً إياهم كل البعد عن الواقع
" وهذا الشاعر يحلم وأحلامه تدفئ قلوب الناس التي جمدتها قسوة الحياة"
وهناك شاعر آخر يحاول أن يعالج مشاكل الحياة في شعره والناس تطلق عليه لفظ واقعي
ومنهم من يوليه ظهره متبرما متسائلاً :
هل وهب الشاعر للخيال الخصب ليعكس نفس مشاكل الواقع ؟؟
ومنهم من يقبل عليه مردداً .. بل هذا هو صدى حالي وليس بزاهد أغلق الصومعة ونأي بنفسه وفي خيلائه تصور أنه اله فوق البشر
وهنا سنجد أنفسنا مرة أخرى تدخل دائرة أوسع في ذلك المجال الجدلي الأزلي
هل يجب أن يكون الفن موجهاً وإيجابياً معاً؟؟
وبمعنى آخر : هل الفن بكل ما فيه من وسائل التعبير..مشتملاً على الأدب هو نفسه وسيلة تهدف إلي غاية محددة وأن عليه أن يخدم غرضاً مرسوماً؟؟
وهل ميدان الفنون يجب أن يقف على الأرض الواقعية الثابتة؟؟
أم هل يكف مذهب الفن الخالص والجمال المثالي؟؟
وبين هؤلاء وأولئك يقف فريق آخر وهؤلاء ينادون بأن محيط الفن أوسع من محيط الجمال
إذ أن موضوع الفن هو الطبيعة .. وهو الحياة .. ولا يقصد هذا الفريق بالحياة الحقيقية
علاقة الإنسان بالأشياء والأحياء في الوجود الموضوعي فحسب , ولكن حياته الداخلية كذلك
فقد يعيش الإنسان في بعض الأحيان في حلم ويكون لحلمه في وقت ما والي أمد ما تحديد لقيمة
الأشياء الموضوعية,, بل كثيراً ما يحدث أن يعيش الإنسان في عالم انفعالاته وعواطفه .
ومثل هذه الحالات إذا كانت ذات أهمية ودلالة تصلح موضوعاً للإنتاج الفني
إن الفن كالعلم يتناول كل ما يهم الإنسان موضوعا له
والفرق بينهما أن العلم يبين عن نفسه مستعيناً بالجدل والحجج المنطقية والبراهين
أما الفن فيفصح عن نفسه مستعيناً بالصور الفنية والرموز المعنوية
لخيال حر طليق لا يعترف بالقيود ولا يعرف حدود المكان والزمان ,, لا يحدده واقع ملموس ولا يربطه تسلسل منطقي مرتب
أنه عالم قائم بذاته ,, قد يكون مرآة للحياة الواقعية وصدى لأحداثها وقد يكون مبتكراً من أساسه بعيداً كل البعد عن تلك الأحداث اليومية العابرة التي تمر ونمر بها
أنه عالم انطلاق للروح التي تكبلها قيود تلك الأعصاب المرهفة التي تشد كياننا كبشر
ففي أفق الخيال الرحب لا نضيق بحدود أجسامنا .. بل نرتفع فوق أنفسنا .. ولا نضيق بواقع محتم علينا أن نعيشه
فهناك نخلق عالماً قد يتردد في عقولنا بمنطق التفكير الهادئ كمستحيل ولكن الخيال يجعله معقولاً ..
ولكن.. أيعني هذا أن عالم الخيال وعالم الواقع منفصلان أو مختلفان يعكس كل منهما صورا متغايرة أو ظلالا متناقضة للحياة؟؟
كلا .. بل أن أحدهما يكمل الآخر .. فلولا الأسود المقبض ما لمسنا بهجة الأبيض الناصع .. ولولا دقائق الغضب ما استمتعنا بالبسمة الهانئة
" إنهما وحدة متكاملة للحياة وإن كان لكل كيان منفصل يدور داخل تلك الوحدة"
إن جفاف الحياة اليومية والصراع في سبيل البقاء هما اللذان يخلقان الشعر والشعراء ومنهم يلوذ ببرجه العاجي محاولاً أن يلوح للناس بعالم يخلو من ذاك الجفاف وذاك الصراع
محاولاً أن يهبهم عالماً صافياً من الأحقاد والضغائن حيث ينسون ما في الحياة من قبح ويتغاضون عما فيها من حرمان مبعداً إياهم كل البعد عن الواقع
" وهذا الشاعر يحلم وأحلامه تدفئ قلوب الناس التي جمدتها قسوة الحياة"
وهناك شاعر آخر يحاول أن يعالج مشاكل الحياة في شعره والناس تطلق عليه لفظ واقعي
ومنهم من يوليه ظهره متبرما متسائلاً :
هل وهب الشاعر للخيال الخصب ليعكس نفس مشاكل الواقع ؟؟
ومنهم من يقبل عليه مردداً .. بل هذا هو صدى حالي وليس بزاهد أغلق الصومعة ونأي بنفسه وفي خيلائه تصور أنه اله فوق البشر
وهنا سنجد أنفسنا مرة أخرى تدخل دائرة أوسع في ذلك المجال الجدلي الأزلي
هل يجب أن يكون الفن موجهاً وإيجابياً معاً؟؟
وبمعنى آخر : هل الفن بكل ما فيه من وسائل التعبير..مشتملاً على الأدب هو نفسه وسيلة تهدف إلي غاية محددة وأن عليه أن يخدم غرضاً مرسوماً؟؟
وهل ميدان الفنون يجب أن يقف على الأرض الواقعية الثابتة؟؟
أم هل يكف مذهب الفن الخالص والجمال المثالي؟؟
وبين هؤلاء وأولئك يقف فريق آخر وهؤلاء ينادون بأن محيط الفن أوسع من محيط الجمال
إذ أن موضوع الفن هو الطبيعة .. وهو الحياة .. ولا يقصد هذا الفريق بالحياة الحقيقية
علاقة الإنسان بالأشياء والأحياء في الوجود الموضوعي فحسب , ولكن حياته الداخلية كذلك
فقد يعيش الإنسان في بعض الأحيان في حلم ويكون لحلمه في وقت ما والي أمد ما تحديد لقيمة
الأشياء الموضوعية,, بل كثيراً ما يحدث أن يعيش الإنسان في عالم انفعالاته وعواطفه .
ومثل هذه الحالات إذا كانت ذات أهمية ودلالة تصلح موضوعاً للإنتاج الفني
إن الفن كالعلم يتناول كل ما يهم الإنسان موضوعا له
والفرق بينهما أن العلم يبين عن نفسه مستعيناً بالجدل والحجج المنطقية والبراهين
أما الفن فيفصح عن نفسه مستعيناً بالصور الفنية والرموز المعنوية
[center]