رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
الْحَمْدُ لله الَّذِيْ بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتْ
(أبرز الشعائر التعبدية في رمضان)
: فضل العمرة في رمضان.
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لامرأة من الأنصار يقال لها: أمُّ سنان: "ما منعك أن تكوني حججت معنا؟" قالت: ناضحان كان لأبي فلان (زوجها) حَجَّ هو وابنه على أحدهما، وكان الآخر نسقي عليه. قال صلى الله عليه وسلم: "فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي".
وفي لفظ آخر: "فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة".(1)
والناضح: البعير يستقى عليه الماء.
ومعنى: "تقضي حجة" أي: تعدلها في الثواب، كما في الرواية الأخرى، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض.
الحديث دليل على فضل العمرة في رمضان، وأنها تعدل ثواب حجة، وفي رواية لمسلم (حجة معي) أي: مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هذا خاصاً بهذه المرأة، بل هو عام.
وهذا من فضل الله تعالى ونعمه على عباده.
فقد صارت العمرة بمنـزلة الحج في الثواب بانضمام رمضان إليها، وهذا يدل على أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت، كما يزيد بحضور القلب وخلوص القصد، والله تعالى منعم متفضل. يتفضل بما يشاء على من يشاء فيما يشاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لفضله.
اللهم يا مصلح الصالحين أصلح فساد قلوبنا، واستر في الدنيا والآخرة عيوبنا. اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.